الزواج مؤسسة أم علاقة وما أسباب زيادة معدلات الطلاق؟

الزواج مؤسسة أم علاقة ؟ وما أسباب زيادة معدلات الطلاق؟

انتهاء علاقة الزواج بالطلاق لهو سبب مدمرات المجتمعات ، فهو يشوه العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بعد الزواج ،فالزواج يهب الحياة للمجتمع ،ويرجع تهاون المجتمع في اللجوء الى الطلاق إلى تغير نظرة أفراد المجتمع الى دور الزواج . في هذا المقال سألقي الضوء على بعض أسباب تفشي ظاهرة الطلاق بين الجيل الحالي .

أولا: الحكمة من تشريع الزواج .

شرع الله الزواج ليس فقط من أجل تفريغ الشهوة بين الرجل والمرأة ولكن هناك اهداف أسمى من ذلك ، بل مكملة لذلك الدور،فالزواج هو اقتران فردين منفصلين ليصبحا كيانا واحدا ليقوم بأدوار مهمة منها أن يساعد الزوج زوجته على عبادة الله واقامة الطاعات والعكس تعين الزوجة زوجها على الكسب الحلال وغيرها من الطاعات التي تقربه من الجنة وتلك الحكمة التي خلقت من أجلها حواء .

 فمن الأساطير الشائعة أن الله خلق حواء غواية لآدم ولكن في الحقيقة معينة له على تجنب الغواية ، أما بالنسبة لخروج آدم من الجنة بسبب غواية حواء له بتناول ثمار الشجرة المحرمة فكان هذا اختبار لهما وتدريبا لهما على الهبوط الى الأرض وتلقينهما درسا مهما جدا بأن أى سلوك يصدر من أحدهما يؤثر ايجابا أو سلبا على الآخر فهما كيانا واحدا وهذا الهدف الحقيقي من الزواج .

فاذا كان الزوجان يتعاملان معا كأنهما كيان واحد فيفكران سويا في كل شىء لأن أى قرار يؤخذ من أحدهما دون معرفة أو استشارة الطرف الآخر سيؤدي حتما الى نشوء فجوة في ذلك الكيان وكلما زادت القرارات الفردية بين الزوجين زادت تلك الفجوة وتتصدع العلاقة شيئا فشيئا .

حتى يتداعى هذا الكيان المقدس ويتهدم محرابه أو ينقسم ليتعبد كل طرف في قسمه تاركين أطفالهما متحيرين في أى محراب يتعبدون فيه ؟ فيزداد الكيان انقساما، وتبدأ المشاجرات العائلية في الظهور وتثور براكينها التي تودي بحياة جميع من يقطن هذا المحراب فيتهدم فوق متعبديه.

ثانيا: هل الزواج علاقة أم مؤسسة ؟

منذ خلق الله آدم وحواء كان الزواج هو أول علاقة اجتماعية يقيمها آدم مع حواء وتقيمها حواء مع زوجها ، وعلى الرغم من اختلاف خصائصهما الجسمانية والعاطفية  إلا أنهما أدركا بالفطرة احتياج كل منهما للآخر،فتعاونا على اعمار الأرض كل حسب دوره وطاقته ،فشاركته في تربية الأبناء وفي الدعوة الى الله من خلال تلقين ذريتها ما علمها آدم وربها ، وكبرت الذرية .

كما صار الزواج منذ ذلك الحين مؤسسة لبناء المجتمع وظهور صلات قرابة ونسب بين أفراده وهنا تظهر الحكمة الثانية من الزواج وهى تقوية أواصر المجتمعات من خلال المصاهرة ، فبالزواج تنشأ علاقات جديدة وتتولد مصالح ويزداد اعمار الأرض أكثر عندما تتباعد الأنساب فمن الحضر يتزوج الريف ،والصحراء تتعمر بأنسابها من ساكني السواحل وهكذا .

وفي كثير من الأحيان تنتهي الحروب بسبب الزواج عندما يتزوج ملك ما بابنة ملك آخر وهكذا فالزواج يعد الركيزة الأساسية لبناء أى مجتمع صالح ، لذلك اذا أردت تدمير أمة عليك بتدمير مفاهيم الزواج والتحقير منه لدى أفراده .

فمنذ دعاوى أوروبا لتحرير المرأة وغيرها ونشوب الندية بين الرجل والمرأة أصبح الزواج مجرد علاقة لتحقيق كل طرف رغبات الطرف الآخر فالأمر أصبح سلعة تباع وتشترى وقد يعلن عنها في مزاد علنى.

تغيرت مفاهيم الزواج لدى أفراد المجتمعات الحالية وأصبح الأمر وسيلة لاشباع الرغبات أو لكسب المال وليس لاعمار الأرض ولتقريب أفراد المجتمع من بعضه البعض ،من خلال صلات جديدة تنشأ عندما تنتج الزيجة نسلا يجمع بين أهل الزوجين فيصبح الأبناء الصلة المشتركة بين العائلتين فتنشأ علاقات أكثر قوة.

ولكن  تحول الزواج في هذه الأيام الى علاقة اقتصادية وتفاخرية بحتة فجميع المحيطين بالزوج والزوجة المستقبليين يحاولون الاستفادة من تلك الزيجة من خلال توجيه العروسين الى الاهتمام بديكورات مسكنهما وتجهيزات بيتهما المادية وتستمر الاقتراحات والمحاولات لجذبهما لشراء كل شىء من خلال معارفهم .

فأصبح الزواج علاقة استهلاكية تبعد كل البعد عن أواصر المحبة والمودة والرحمة .

أسباب لجوء الأزواج الى الطلاق ؟

 لأن الزواج أصبح سلعة خالية من العلاقات الانسانية فبات اللجوء اليه الحل الوحيد لتخلص الطرفين من المشاكل التي طرأت على حياتهما والتي أساسا من فعل المحيطين بهما.

عندما تنتهي استفادة المحيطين بالزوجين من مكاسب زواجهما يلجأ بعض المحيطين الى لفت انتباه كل طرف لعيوب الآخر فيتبدد الحب تدريجيا ويتحول الزوجين الى عدوين .

الجميع أصبح يبحث عن المصلحة الشخصية والفائدة الاقتصادية سواء من خلال الزواج أو من خلال الطلاق ، المهم الاستفادة حتى لو على حساب تدمير علاقة انسانية هامة وهدم البيوت.

عندما فقد الزواج معناها وتاه شركاء تلك المؤسسة الهامة عن أدوارهم في الحفاظ عليها والاصرار على نجاحها والحفاظ على المجتمع وأمانه من خلال الزواج الناجح زادت معدلات الطلاق.  

يمكنك التعرف على أسباب أخرى للطلاق من هنا

يمكنك قراءة أيضا

مرجعيات الحب من خلال البيئة مميزات وعيوب

مرجعيات الحب الثلاثة

المصدر 

الحب وسنينه،ازاى تنسى ذكرى اليمة ؟

الحب وسنينه،ازاى تنسى ذكرى اليمة ؟

الذكريات المؤلمة لها دوى عظيم في القلوب مهما حاول الانسان الهروب منها يفشل،يظل ألم الذكرى يداهم
وعى الانسان باستمرار اذا لم يحاول تعديل تلك الذكريات ، كيف هذا ؟ اليكم فيديو يوضح طريقة سحرية

لتعديل تلك الذكريات المؤلمة للأبد.



يمكنك قراءة  هذا المقال  لمعرفة مرجعيات الحب


للاستماع الى أغنية نسيانك صعب أكيد لهاني شاكر  من هنااااا

الحب من خلال مرجعية البيئة والمجتمع،مميزات وعيوب

الحب من خلال مرجعية البيئة والمجتمع،مميزات وعيوب

الحب أجمل احساس في الوجود ، طالما الانسان يبحث عنه منذ ولادته وحتى مماته، فهو ذلك الشعور الذي يولد الألفة ويحسن من العشرة بين الخلائق وبين الكائنات، ومن رحمه تخرج الرحمة ،ومن أضلعه ينشأ التسامح، ولكن مصدر هذا الحب قد يختلف من محب لآخر ، كما أن المفاهيم المتكونة عنه ، والشائعة بين الناس ، قد تختلف من بيئة لأخرى ،

حيث تتبنى كل بيئة ويتمسك كل مجتمع بمجموعة من الأبجديات التي تعبر عن مفهومنا وادراكنا للحب ، وكثيرا ما نقع في فخ تلبية حاجات من نحب من خلال ما يقره المجتمع ، فيحدث نتيجة لذلك نفور الطرف الآخر الذي قد يكون من خلفية ثقافية أخرى وبالتالي لا تحدث الألفة بين الطرفين ، نتيجة اختلاف الخلفيات الثقافية التي تعبر عن مفهوم الحب لكل منهما،في هذا المقال سنتطرق الى مميزات وعيوب مرجعية الحب من خلال البئية والمجتمع.

يمكنك قراءة المقال السابق عن مرجعيات الحب الثلاث من هنااااااا

1-      مميزات مرجعية الحب من خلال البيئة والمجتمع

من المميزات الهامة لتلك المرجعية اذا كان الطرفان خرجا من رحم نفس الخلفية الثقافية للمجتمع الذي يعيشان فيه ، هو اتفاق أهالي الطرفين على أشياء كثيرة فلا يدب الخلاف بين العائلتين ،فكل متطلبات الزواج كالمهور والشبكة وغيرها من تجهيز مسطن الزوجية تكون متعارف عليها في ذلك النطاق من المجتمع ،

وبالنسبة الى الحب فيتربى الطرفان ( الشاب والفتاة) المقبلين على الزواج على مفاهيم شائعة عن طريقة التعبير عن الحب وعن النظرة العامة لدور كل من الزوج والزوجة ، فيفرض المجتمع عليهما مهام من خلال تنفيذها تضمن الزواج الناجح للطرفين وعيش حياة زوجية سعيدة اذا ما التزم المقبلين على الزواج بعادات وتقاليد مجتمعهم .

ونتيجة لاتفاق المقبلين على الزواج على تلك العادات والتقاليد الخاصة بنجاح عملية الزواج من وجهة نظر مجتمعهم ، لا تجد خلاف بين الزواج ويمرون بتجارب زواج ناجحة لذا اذا كنت أو كنتِ ممن ينتهجون تلك الطريقة واتباع تلك المنهجية فعليك اختيار شريك الحياة الذي يتبع نفس الخلفية الثقافية حتى يتم الوفاق بينك وبين الطرف الآخر .

2-      عيوب مرجعية الحب من خلال البيئة والمجتمع

تظهر العيوب  في تلك المرجعية  عندما يجتمع طرفين للزواج وهما على خلفيات ثقافية مختلفة تماما ، مثلا يرغب الشاب ذو الخلفية الثقافية الريفية بالزواج من فتاة تتمتع بخلفية ثقافية تمدنية حضرية ،حيث ينشأ الخلاف بين الطرفين المقبلين على الزواج عندما يرغب كل طرف في تغيير الخلفية الثقافية للآخر وجذبه بكل الطرق الى خلفيته الثقافية ، قد تنجح العلاقة اذا كان أحد الطرفين يرغب في الآخر بشدة ويتملكه الحب لدرجة أنه يتخلى عن خلفيته الثقافية والتطبع بعادات وأفكار جديدة من أجل من يحب ولكن هذا النموذج يعد نادرا.

فأغلب الأوقات لا يتخلى طرف عن خلفيته الثقافية بل يزداد عنادا ويريد من الطرف الآخر اتباع العادات الوتقاليد التي تربى عليها بزعم أن هذا دليلا على الحب ، ولأننا في مجتمع ذكوري فإن الفتاة غالبا ما ترضى بالموافقة من أجل الزواج خاصة واذا تأخرت في الزواج ، ولكن فيما بعد وبعد مرور الوقت يشعر الطرف الذي تخلى عن خلفيته الثقافية من أجل من يحب بالفتور والملل وقد يندم على هذا الزواج فتداعبه فكرة الانفصال خاصة واذا كان الطرف الآخر لم يعد يقدر تلك التضحية ، 

لذا أنصحك عزيزى المحب/المحبة بتوخى الحرص عند قبول الزواج من شريك يختلف عنك بخلفيته الثقافية .

وهكذا انتهى ذلك المقال ونستكمل سلسلة مقالاتنا عن الحب والى اللقاء مع مقال آخر عن الحب ونصائح الى المحبين .

واليكم فيديو أوضح فيه كيفية نسيان ذكرى أليمة عندما تفشل في تجربة الحب.

وللاستماع الى أغنية حب وحب لمحمد منير من هنااااااااا

الحب مرجعيات تعرف عليها الآن

الحب مرجعيات تعرف عليها الآن

الحب مرجعيات فماذا تعني المرجعية ؟هى مصادر معلوماتك عن الحب أفكارك وانطباعك عن الحب ، وعن كيفية ادارة علاقة الحب مع الآخرين ،وتلك المرجعية التي يعزى اليها سلوكك تجاه الطرف الآخر .

ما هى مرجعيات الحب الثلاث ؟

هم ثلاثة يختلف كل منها عن الأخرى من حيث المميزات والعيوب .فالمرجعية الأولى هي مرجعية اشباع النفس فما يقدمه الطرف الآخر يحقق الاكتفاء العاطفي بالنسبة اليك، فالحب عند أصحاب تلك المرجعية "هات وخد" ،أى لدى أشياء أعطيها لك مقابل أشياء تعطيها لى حيث مبدأ تبادل المنفعة هو المهيمن على العلاقة، وكلما أرضى كل طرف الآخر بما لديه بحسب الاتفاق بينهما باسعاد كل منهما الآخر.

بالنسبة للمرجعية الثانية هى مرجعية البيئة والتربية ،وهى التي يتبعها أغلب الناس حيث أن لكل بيئة احتياجاتها وممارساتها ،فإن العلاقات الاجتماعية كثيرا ما تختلف فيما بين البيئات المختلفة . فمثلا في مصر تختلف عادات وتقاليد الزواج من بيئة لأخرى ،وعليه يختلف مفهوم الحب من بيئة لأخرى بما يتناسب وعادات وتقاليد تلك البيئات والمجتمعات التي تعيش بها .

أما المرجعية الثالثة في الحب ،فهى مرجعية السنيما والمسلسلات والروايات والأغاني التي تقدم نماذج جاهزة لأنماط الحب المختلفة للشباب ،فتجد الكثير من الشباب وخاصة الفتيات يحلمن بنماذج معينة مفضلة لديهن ،حيث تحلم كل فتاة بالارتباط بذلك النموذج وشكل العلاقة في الحب التي تقدمه الأفلام وغيرها. وتبدأ بالبحث عن شاب له مواصفات بطلها المفضل لإحدى الروايات .

انتظروني في المقال القادم عن مميزات وعيوب تلك المرجعيات.